القديسين الصانعي العجائب والماقتي الفضة كيرس ويوحنا

كانون الثاني 31

Reading

نحتفل بعيد القديسين كيروس ويوحنا في ا3 كانون الثاني. استشهادهما كان في مطلع القرن الرابع الميلادي. بعدما قضيا للمسيح جاء مسيحيون أتقياء وأخفوا جسديهما في كنيسة القديس مرقص في الإسكندرية خشية أن يكونا عرضة للتدنيس بأيدي الوثنيين.

ومرت السنون طويلة وانتُسي الأمر إلى أن جاء يوم، زمن الإمبراطور البيزنطي ثيودوسيوس الصغير، كان فيه القديس كيرس الإسكندري، إثر اعتلائه العرش الأسقفي خلفاً لخاله ثيوفيلوس على الإسكندرية، أقول كان يصلي إلى الله بدموع ويسأله كيف يكافح الطقوس الوثنية، لا سيما طقس ايزيس الشافية في مينوتيس بقرب كانوبي أو أبو قير الحالية، فإذا بملاك يظهر له ويأمره بنقل رفات القديسين الشهيدين كيروس ويوحنا إلى كنيسة مكرسة للقديسين الإنجيليين كان ثيوفيلوس قد شيدها غير بعيدة عن الهيكل الوثنى. للحال جمع الأسقف القديس كهنته والشعب. وبعد أن أطلعهم على الرؤيا سار على رأس موكب مهيب إلى كنيسة القديس مرقص حيث كشف الغطاء عن ضريح القديسن الشهيدين الذي كان قد انتُسي. كانت الرفات غير منحلة وهي تتلألأ بنعمة الروح القدس. جعلوها على عربة. وبالشموع والبخور والأناشيد والتسابيح نقلوها إلى منوتيس. للحال جرت العجائب بها، شفاء للمرضى وإطلاقاً للممسوسين وبصراً للعميان وسيراً للمقعدين كما في أيام الرب يسوع. فلما أودعت الرفات كنيسة القديسين الإنجيليين ولى الإبليس الذي كان مقيماً في هيكل ايزيس الأدبار هلعاً وجاء الكهنة الوثنيون وقد عاينوا العجب ليلقوا بأنفسهم عند قدمي رئيس الأساقفة سائلين العماد. ثم بمرور الزمن غار الهيكل المهجور في الرمال، فيما اجتذب هيكل القديسين الشهيدين حشوداً متزايدة من الحجاج من أقاصي الإمبراطورية طلباً لعونهما. وقد شيد حول الكنيسة عدد من المضافات استيعابا لهؤلاء الحجاج. في كل حال كان المرضى، بعامة، يمضون الليل بقرب ضريح القدسين فيدهنون بالزيت ويرتشفون مياه النبع الجاري في الخارج. لم تكن العجائب الحاصلة هناك لتحصى. . كما أن ورد أن عيني القديس صفرونيوس الأورشليمي شفيتا من داء ألم بهما إثر تدخل القديسين كيرُس رسم على الواحدة إشارة الصليب ويوحنا قبّل الثانية. وكعربون إمتنان لهما اهتم القديس صفرونيوس بتسجيل أخبارهما في رسالة طويلة وكثيراً ما كان كيروس ويوحنا يُظهران للمرضى كيفية حصولهم على الشفاء ويتراءيان لهم في الحلم واليقظة .

كان كيرُس مسيحياً تقياً من مدينة الاسكندرية يزاول مهنة الطبيب مجاناً. ويشفي النفوس موجهاً إياها صوب المسيح اعتاد أن يقول لمرضاه: "إذا أردتم اجتناب المرض فتحفظوا من الخطيئة لأنه غالباً ما يكون المرض ثمرة الخطيئة". كان يرد الوثنيين عن ضلالهم ويثبِّت المسيحيين في إيمانهم وكان الله يجري على يده المعجزات. وإذ حقق نجاحات بارزة، وشى به وثنيون لدى حاكم المدينة، وكان رجلاً قاسياً عنيفاً جعله ذيوكليسيانوس القيصر في منصبه ليلاحق المسيحيين ويقضي عليهم. ولكن تمكن كيرس من الفرار واللجوء إلى أطراف العربية حيث اشتهر بأشفيته بمجرد رسم إشارة الصليب على المرضى.

بلغ صيت كيرُس إلى بلاد الرها (إِذِسا) فسمع بخبره جندي روماني يدعى يوحنا فتحرك قلبه وترك الجندية وخرج لينضم إليه. بحث عنه فعلم أنه عاد إلى مصر فسافر إلى هناك والتصق به وصار له تلميذاً ومساعداً. وقد سلم الإثنان كأخوين في الفضيلة وصنع العجائب. ولما قوي الاضطهاد في الاسكندرية على عهد ديو كلتيانوس الملك وُشي بهما فهربا إلى دير قرب ترعة السويس وترهّبا فيه مكملين كل فضيلة وكانا يشفيان كل مرمض وضعف بنعمة الرب يسوع المسيح مجاناً.

وإذ اتسع نطاق الحملة على المسيحيين علم القديسان أن سيريانوس الوالي قبض، في كانوبي، على امرأة تدعى أثناسية وبناتها الثلاث ثيوكتيسية وثيوذوتيه وإفذوكية اللواتي تراوحت أعمارهن بين الحادية عشرة والخامسة عشرة. فخاف القديسان على أثناسية وبناتها أن يخُرن تحت التعذيب فقررا التوجه إلى كانوبي لتشديدهن وتثبيتهن وتعزيتهن. وإذ تمكنا من اختراق السجن حيث كنّ موقوفات افتضح أمرهما وقُبض عليهما واستيقا إلى أمام الوالي سيريانوس. فقرر الوالي بعد استجواب، إخضاع القديسين للتعذيب أملاً في حمل النسوة الأربع (أنثوسة وبناتها) على التراجع أمام المنظر. فلما أخذ في تعذيبهما أبديا من الشجاعة والصمود ما ثبت النسوة. إذ ذاك أخضعهن الوالي للتعذيب هنّ أيضاً، فتبين له أنه أخطأ في التقدير لأن النسوة الأربع كنّ ثابتات في الإيمان ككيرُس ويوحنا. فأمر الوالي بقطع رؤوسهم جميعاً فنفذ الحكم سنة 292م. أما أجساد القديسين الستة فجمعها مسيحيون أتقياء وأودعوها في كنيسة القديس مرقس في الإسكندرية.

 

Apolytikion of الماقتي الفضة كيرس ويوحنا

Plagal of the First Tone

لقد منحتنا عجائب قديسيك الشهداء سوراً لا يحارب أيها المسيح الإله فبتوسلاتهم شتت مشورات الأمم وأيّد صوالج المملكة بما أنك صالح ومحب للبشر.

Kontakion of الماقتي الفضة كيرس ويوحنا

Third Tone

بما أنكما أحرزتما موهبة العجائب من لدن النعمة الإلهية أيها القديسان فأنتما تصنعان المعجزات بلا فتور مزيلين أمراضنا كلها بفعل فوة يد غير منظورة يا كيرس المتأله العزم مع يوحنا الإلهي فإنكما لا تزالان طبيبين إلهيين.

Online Chapel