يوحنا الذهبي الفم رئيس أساقفة القسطنطينية

تشرين الثاني 13

Reading

وُلد القديس يوحنا في مدينة أنطاكية العظمي سنة 344م من أسرة شريفة، كان أبوه "سكوندس" وثنياً وقائداً للجيش الشرقي للإمبراطورية الرومانية وأمه "أنثوسا" تحلى بالسمات السامية والأخلاق الحميدة مسيحية، ويقال عنها زينة الأمهات المسيحيات الأنطاكيات، ترملت وهي في سن العشرين ورفضت أن تتزوج من جديد، وفضلت الاعتناء بطفليها يوحنا وأخته.

تتلمذ يوحنا في أنطاكية وهو في الرابعة عشرة من عمره، للفيلسوف الأفلاطوني الجديد ليبانيوس، إلى سن الثامنة عشرة. أخذ عنه فنون الخطابة والآداب الإغريقية.

اقتبل يوحنا المعمودية في سن متقدمة قد تكون الثامنة عشرة أو الثالثة والعشرين، على يد القديس ميلاتيوس رئيس أساقفة أنطاكية العظمى، الذي رأى فيه نجماً ساطعاً للكنيسة فاتخذه قندلفتاً ثم قارئاً ببعض سنوات. ولكن يوحنا كان يفضل حياة الرهبنة بالأخص بعد تأثره من ذيوذوروس. مال يوحنا إلى بهجة الدنيا فأوشك أن يضيع المواهب السامية التي خصه الله بها، وكان له صديق راهب يدعى باسيليوس فلما رأى ما أضحي عليه لازمه وأخذ يرشده إلى فلسفة الإنجيل، فعزم على ترك الدنيا والتفرغ للعبادة ويذهب إلى احد الأديرة لينسك مع صديقه باسيليوس لكن والدته خافت أن يتركها فتضرعت إليه أن لا يفعل ذلك حتى تفارق الحياة فيذهب حيثما يريد، فرثى لحالها وأذعن لكلامها. وبعدما توفيت أنثوسا والدته، هجر يوحنا العالم وذهب إلى الجبال جنوبي أنطاكية حيث أمضى ست سنوات راهباً ثم ناسكاً، في عهدة شيخ اسمه إيسيخيوس.

سامه البطريرك ملاتيوس شماساً في العام 380م وفي العام 386م وضع فلافيوس بطريرك أنطاكية الجديد يده على يوحنا وجعله كاهناً، وعين واعظاً لكنيسة المسيح. كانت مدينة عظيمة آنذاك غارقة في حياة الغنى والترف فأخذ يعظ ويعلم ويرشد الناس فتعلقت به الجماهير.

سيم رئيس أساقفة على مدينة القسطنطينية سنة 398م خلفا للبطريرك نكتاريوس الذي رقد بالرب عام 397م، فكان متواضعا لم يعبأ بمظاهر الحفاوت التي يتلقاها ولم يتعاظم بمركزه السامي بل بقي كما هو متقشفا قليل النوم قليل الأكل لا يحضر الولائم ولا التأنق في اللباس، لم يسمح للبذخ في قصره، خص الفقراء بعنايته فكانت أموال الوقف والتوفير بحياة الزهد والتقشف تذهب لإنشاء بيوت للأيتام وملاجئ للفقراء وإنشاء المؤسسات الخيرية. كان كثير العناية بالطقوس الكنسية والترانيم الدينية وهو الذي رتب طقس الذبحية الإلهية المعروفة باسمه إلى اليوم "قداس يوحنا الذهبي الفم" وألف الكثير من الترانيم التي لا تزال إلى اليوم.

حقدت عليه الملكة أفذوكيا بسبب معارضته نصب تماثيل لها في بعض ساحات العاصمة، على طريقة الأباطرة الرومان، وطلب العبادة وخاصة التمثال الفضي الذي أقامته لنفسها ووضعته على عمود من الرخام في مقابل كنيسة الحكمة المقدسة (آجيا صوفيا) مما أثار حفيظته وقال "ها هي هيروديا ترقص من جديد وتسخط من جديد، ومن جديد تطلب رأس يوحنا" وكذلك معارضته لإقامة معالم الأفراح مخل في الآداب والدين، وتنبيه الشعب وتحذيره من هذا الإثم الفظيع الذي ارتكبه، فوشي به إلى الملكة التي استصدرت أمراً من الملك بنفيه ولإبعاده عن العاصمة. وأمرت الملكة الجند أن يشددوا عليه في أسفاره فشددوا عليه كثيرا وكانوا يرغمونه أن يسير على الأقدام عاري الرأس في جبال وعرة تحت أشعة الشمس المحرقة وتحت المطر فكانت الشمس تلهب رأسه والأمطار تبلل ثيابه حتى وصل إلى مدينة كومان في البنطس منحط القوى لم يعد قادرا على الوقوف ومع ذلك اجبره الجند على أن يتابع السير فخارت قواه ووقع على الأرض فأعادوه إلى كومان وهناك شعر بدنو ساعة انتقاله، لبس لباسا أبض وصلى وتناول جسد الرب ودمه ومجد الله وأمال رأسه وأسلم الروح وكان ذلك سنة 407م مخلفا وراءه كثيرا من الرسائل والكتب التي تفيض علما وتقى وقد بلغ عدد مؤلفاته 1447 مقالة و249م رسالة، وقيل عنه أنه أشهر معلمي المسكونة وأن أنوار علمه تضيء جميع الأمطار ولقب أيضا بالرجل الحكيم الذي شرح أسرار الله وشبهوه بالشمس التي تنير المسكونة وقد لقب بالذهبي الفم لفصاحته.

تعيد له كنيستنا الرومية الأرثوذكسية في اليوم الثالث عشر من شهر تشرين الثاني

Apolytikion of يوحنا الذهبي الفم

Plagal of the Fourth Tone

لقد أشرقت النعمة من فمك مثل النار فأنرت المسكونة ووضعت للعالم كنوز عدم محبة الفضة وأظهرت سمو الاتضاع فيا أيها الأب المؤدب بأقوالك يوحنا الذهبي الفم تشفع إلى الكلمة المسيح الإله أن يخلص نفوسنا.

Kontakion of يوحنا الذهبي الفم

Plagal of the Second Tone

لقد تقبلت النعمة الإلهية من السماء وعلمتنا بشفتيك أن نسجد جميعنا لإله واحد بثلاثة أقانيم يا يوحنا الذهبي الفم البار الكلي الغبطة لذلك نمدحك بحسب الواجب بما أنك لاتزال متشفعاً معلماً موضحاً الإلهيات.

Blessed Feast Day

Share the feast of يوحنا الذهبي الفم رئيس أساقفة القسطنطينية with an icon greeting ecard.

Online Chapel